يقول المصريون عن ناكر الجميل: "دا زي القطط بياكل وينكر" وقال العرب الأقدمون عن الغادرين ممن أُكرموا ثم كانت عاقبة من أكرمهم الإهانة والتشنيع: "سمّن كلبك يأكلك"، وهذان المثلان ينطبقان على بعض من شلة أقباط المهجر الذين نفّذوا – بزعمهم - تهديدهم، وأرادوا بكل ما أوتوا من قوة وسطوة أن يُركعوا شعبًا من المسلمين والأقباط رفض الركوع لغير الله، قد أباد به الله الظالمين في ثمانية عشر يومًا فقط !!
لقد استحق غير المأسوف على عمره موريس صادق رجل الفتنة الأول في أمريكا أن تُنتزع الجنسية المصرية منه باقتدار، فهو الذي شكر صراحة الاحتلال الانجليزي على خيره العميم الذي أنزله بالأمة المصرية، وهو الذي طالب صراحة أن يحكم المسيحيون أنفسهم حكمًا ذاتيًا، بل قبل الثورة بأربعة أشهر فقط قرأنا له سبًا صريحًا لرسول الله محمد r فضلاً عن جرائمه التي لا تُعد ولا تحصى!!
ولسنا هنا في معرض الحديث عن سيرته المباركة، ولكننا نتحدث عن مصيبة أكبر تتمثل في أن "أقباط المهجر يقدمون طلباً رسمياً للكونجرس لفرض الحماية على مصر" وكانت المسوغات التي أجبرتهم على هذا التصرف أنهم لا يرون المساواة الكاملة بين المواطنين (!!!) واقترحوا على السلطات الأمريكية عدة عقوبات في حال رفض المصريين لأوامرهم، منها: قطع كافة المعونات عن النظام الحاكم في مصر، ومنع الطيران، ووقف توريد السلع الإستراتيجية لمصر، ووقف تصدير الإنتاج المصري للخارج، بحسب ما ذكرت عدة صحف تناقلت هذا الخبر.
يلعب موريس صادق وتلامذته ذات اللعبة التي أتقنها البابا أوربان الثاني في أواخر القرن الحادي عشر حينما حرّض الأوربيين على غزو الشرق حمايةً لإخوانهم المستضعفين من غدر الكفرة المسلمين!!، وكلنا يعلم أن أغلبية مسيحيي الشرق كانوا من الأرثوذكس المخالفين لملة أوربان أصلا، فضلا عن الحروب والعداوة التي لم تنقطع بين الإمبراطوريتين الشرقية والغربية التي مثلت كل منهما ملة مخالفة للأخرى، لكن رغم كل الخلافات التي استمرت ستة قرون متواصلة إلا أننا نجد الفريقين يتفقان على مسألة واضحة وهي إبادة المسلمين المتوحشين متذرعين بتخفيف الحمل ورفع الاضطهاد عن إخوانهم في الشرق، مع الاستيلاء على خيرات الشرق (بالمرَّة)!!
لكن حال مسيحيي الشرق من الشرفاء خالف أوربان في القديم ويخالف الجاهل بالتاريخ والواقع موريس صادق في الحديث، فلعله نسي ما تمتع به بنو عقيدته من العقلانية والوطنية التي تجلت في تاريخهم كله وفي موقفهم خاصة في ثورة 1919م في ظل الاحتلال الانجليزي الذي كان يدين مثلهم بالمسيحية، ولعله كان جاهلا بثورة 1919، ومتجاهلا لحال إخوانه من المسيحيين الآن في العراق في ظل أحبابه من الأمريكان!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق