عزيزي منتخب الفريق
شفيق .. كيف طاوعك قلمك؟ كيف استطاعت يداك أن تنهش من لحم إخوة وأبناء وبنات أطهار
ماتوا في طريق الحرية لتستطيع أن تقف في طابور الانتخابات سعيدًا بهذا الإنجاز
الذي لم تره في حياتك كلها، ولولا هؤلاء الثائرون لظللت في بؤسك وفي دائرة الخوف
والكآبة التي وضعك فيها النظام البائد: من البيت إلى العمل ومن العمل إلى السرير
وهكذا .. تصبح الحياة كئيبة من دون معنى سوى أنك قابل بالظلم مشرعن له!
مات أكثر من 2000 شاب وشابة
في سبيل الوصول إلى هذه اللحظة، فقئت عيون العشرات في سبيل الوقوف في طابور
الحرية، اعتقل الآلاف في سبيل كرامتك وكرامة أبنائك وأحفادك من بعدك .. كيف ستتحمل
سؤال حفيدك حينما يسألك: يا جدي قام أبي بثورة ومات في سبيلها، فجئت أنت وأرجعت من
جديد من قتلوه، فلم فعلت هذا؟!!
كيف طاوعك قلمك وهناك
أكثر من 2000 أم تتألم حرقة غير مصدقة أن 5 مليون مصري أعطوا أصواتهم لمن قتل أبناءهم؟
أيعقل هذا: 5 مليون أو أكثر يقبلون على أنفسهم عودة الجلادين والقتلة والسفاحين
والمجرمين وزوار الفجر والواسطة والإبقاء على الحياة الكئيبة حيث البطالة والبلطجة
والسرقة والبشوات والتعذيب والفقر والمرض وقتلى الطرق والعبارات والقطارات؟!
كيف طاوعك قلمك: وتناسيت
خروج 18 مليون ثائر أسقطوا الطاغوت وأبقوا في سذاجة وحسن نية على نظامه متصدعًا
يرمم في نفسه منذ عام ونصف، فكيف طاوعتك نفسك أن يضحك الخبثاء في الخارج من جهلنا
وتضييعنا أنفسنا وثورتنا التي إن نجحت فستعمل على رفع البؤس عن سوريا وقتلاها، وفلسطين
وجلاديها وكل مسلم كان يؤمل في مصر وأهلها خيرا!
***
لكأننا ظللنا لمدة عام
ونصف في هدنة مليئة بالتقلبات وغسل الأدمغة بالإعلام الذي أنفق عليه المليارات
ليخرج إعلاميو مبارك في حلة جديدة تعبث بالعقول، وتوجه الطيبين إلى غير مصلحتهم،
إلى أن يقتلوا أنفسهم بأيديهم من جديد!!
لا يمكن أن ننكر هذه
السياسة الخبيثة التي ضيقت على الناس حياتهم حتى لعن بعضهم الثورة وكفروا بها،
ونادوا جهارًا بعودة الجلادين والقتلة من جديد، لا يجب أن ننسى أزمات البنزين
والغاز والسولار والبطالة والمرور وغلاء الأسعار والحرائق المفتعلة؛ حتى بات
السؤال ملحًا: ماذا فعلت لنا الثورة غير زيادة العناء والضيق.
اللوم على أولئك الذين
قلنا لهم منذ الشهر الأول عقب نجاح الثورة: لا يجب أن تكونوا ردة فعل لإعلام كذوب
حقود على الثورة أين إعلامكم الذي يحرر ويصحح للناس حقيقة التدليس والكذب اليومي
الذي يسمم عقول البسطاء، ويحرفهم عن مصالحهم .. لكن نسوا وتناسوا في طيبة وسذاجة
بالغتين أن هناك صراعًا أصلا، وكل ما هنالك تفاهمات ستحل بالانتقال الديمقراطي
السريع، والغرف المغلقة، وتحت قبة البرلمان فقط .. فأين هذه الرؤية الساذجة مما
نحن فيه الآن ونحن على أعتاب وصول أحد أبرز أضلاع النظام البائد، من كان رئيسًا
للوزراء وقت مذبحة الجمل التي بثت على الهواء مباشرة وراح فيها عشرات المصابين
والشهداء بدم بارد، من أعلن صراحة أن موقعة العباسية بروفة لمن سيقف أمام الشرعية
الشعبية التي ستأتي به .. أين هؤلاء الطيبون الآن!!
***
الآن إما أن ننساق
للإحباط واليأس ومن ثم ضياع الوطن والثورة وعودة الكآبة والقهر من جديد وإما أن نستلهم
روح ال18 يوم التي اتحدنا فيها جميعًا ضد نظام لم يكن يتوقع أحد أن يسقط لولا هذا
الاتحاد.
محمد مرسي ليس قاتلاً،
وليس رجلا ظل مخلصًا لنظام مبارك وها هو اليوم يريد عودة الماضي من جديد، محمد
مرسي ليس فاسدًا ولا سارقًا، شتان بين مرسي وشفيق، شتان بين من أشرف على موقعة
الجمل واستهزأ بالثوار وقتلهم، وبين من وقف شباب جماعته الباسل أمام هجمة البلطجة
لتحمي الثورة في ذلك اليوم، وقد اعترف الجميع بفضلهم، لا يستوي فصيل وطني كالإخوان
المسلمين ذاق العذاب والسجن والتنكيل طوال عمره وإن أخطئوا سياسيًا في المرحلة
الانتقالية وبين القاتل الذي يتبختر على أشلاء الشهداء، وكان القصاص منه هو الأصل.
إن المعركة الآن حياة
أو موت، إما أن يرجع الجميع إلى القهر وإما أن يتحد الجميع فيصلوا إلى النجاة
وتصحيح المسار بعد ذلك، وسيظل الاختلاف قطعًا، لكن اختلافًا في جو الحرية والكرامة
هو استمتاع بنجاح الثورة يختلف قطعًا عن الاختلاف والتشرذم في ظل نظام سيغلق
النقابات والهيئات ويطلق على هذا اسم المجرم وذاك عدو الوطن وأولئك الجماعة
المحظورة ويضع الناس من جديد في ذل طويل!
المطلوب مع
الاتحاد هذه الخطوات السريعة التالية:
1- أن يقف كل المرشحين المستبعدين المحسوبين على الثورة خلف
محمد مرسي، أن يقف بقوة حازم أبو إسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي
بأنصارهم وحملاتهم ومقراتهم خلف مرسي، فالقضية أكبر من مرسي وأعظم من الإخوان
المسلمين.
2- أن تقف الأحزاب والهيئات والجماعات ذات الثقل الشعبي
والسياسي خلف مرسي: التيار السلفي وعلمائه وشرفاء التيار الليبرالي وأحزابهم وحزب
النور والوسط والكرامة والدعوة السلفية وشباب الثورة مع الإخوان المسلمين ويتناسوا
في الأسابيع الثلاثة المقبلة كل خلاف بينهم للعبور من هذا الخطر المحدق.
3- ألا يشترط فصيل على آخر أن افعل كذا ولا تفعل كذا،
فالمصلحة الوطنية أبقى وأهم من المكتسبات ومنطق الغرف المغلقة الضيق.
4- أن يستمع الإخوان المسلمون للنصح ويعملوا على تصحيح
الأخطاء، وردم كل الحفر التي حفروها دون قصد أو بقصد في الفترة الانتقالية
الماضية، ويتفق الجميع على رؤية لما هو قادم سواء قبل الانتخابات أو بعدها.
5- أن يغير الإخوان المسلمون خطابهم السياسي ليصبح الثوري
أمام الفلولي؛ ويعملوا على تحقيقه، ويسعوا للمصالحة مع جميع الشرفاء والمخلصون.
6- أن يتم حشد الرجال والشباب والنساء، وتكوين فرق عمل من
كل الفصائل والوصول لكل القرى والنجوع والشوارع والحارات وألا يهدأ وطني أو ثائر
ويتم توعية كل فرد بخطر وصول النظام البائد من جديد.
7- أن يقف الجميع أمام تدليس الإعلام فسوف تكون الحرب شرسة
في الأسابيع الثلاثة القادمة، وسيكون الكذب هو الأصل، فلابد من وضع خطة لمواجهة
هذا التضليل.
8- أن يتم الضغط للحكم في قضية قانون العزل السياسي، فلو
خرج حكم المحكمة بدستورية القانون قبل الإعادة لتخلصنا من كل مكر قادم.
9- أن يتم توعية الأقباط بخطر النظام البائد
وعودته، ففي عودته عودة للنظام الطائفي الذي يبث الفتنة بين الجميع، وضرورة التواصل
المكثف مع كل كنائس مصر فلا يمكن أن تقول الكنيسة إنها كانت مضطهدة في عصر مبارك
ونرى القساوسة ينصحون الأقباط بانتخاب أحد أهم أركانه، وقد رأينا قرى بأكملها من
الأقباط أعطت أصواتها لهذا النظام!
10-
أن يتم التأكد
من صحة كشوف الناخبين، وفضح كل تزوير بها، ويتم إنشاء فرق عمل متخصصة لذلك، فأكاد
أجزم أن الشعب المصري ليس جاهلا أو ساذجًا لهذه الدرجة التي تجعله يلف على رقبته
حبل المشنقة من جديد.
فتلك عشرة كاملة ..
نسأل الله أن يحفظنا من شر النظام البائد، ونعوذ به من ثورة تضحك من جهلها الأمم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق